وقد ذكروا في كتب التفسير أن لقمان كان عبداً مملوكاً، وكان أهون مملوك على
سيده، ولكن اللّه تعالى منّ عليه بالحكمة فغدا أفضلهم لديه.
قال تعالى: ((إذا قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنيّ لا تُشرك باللّه إن الشرك
لظلم عظيم، ووصّينا الإنسانَ بوالديهِ حملتهُ أُمُهُ وَهْناً على وَهْنٍ
وفِصَالُهُ في عَامينِ أنِ اشكرُ لي ولِوَالديكَ إليّ المصِيرُ، وإِنْ
جَاهدَاك على أَنْ تُشرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ علم فَلا تُطِعهُمَا
وصَاحِبهُمَا في الدُّنيَا مَعرُوفاً واتّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إليّ ثم
إليّ مرجِعُكمْ فأُنَبِّئُكم بما كُنتم تعمَلونَ، يا بُنيّ إنّها إنْ تَكُ
مِثقَال حبّةٍ مِنْ خَردلٍ فَتكنُ فِي صَخْرةٍ أو في السَّماواتِ أو في
الأَرضِ يَأتِ بِهَا اللّهُ إنّ اللّهَ لطيف خبير، يا بُنيّ أقم الصَّلاة
وَأْمُر بالمعْرُوفِ وأنْهَى عنِ المنكَرِ واصبِرْ على مَا أَصابَكَ إنَّ
ذَلِكَ مِنْ عَزِم الأُمُورِ، ولا تصعّر خدَّكَ للنَّاسِ ولا تَمشِ في الأَرضِ
مَرَحاً إنّ اللّهَ لا يُحِبُ كُلَّ مُختَالٍ فَخُورٍ، واقصِدْ فِي مشْيِكَ
واغْضُض مِن صَوتِكَ إنّ أنكَرَ الأَصواتِ لصَوتُ الحمِيرِ )) سورة لقمان
فوائد من الآية
1 - توحيد اللّه عز وجل ، وعدم الشرك به، فإن التوحيد هو رأس كل خير.
2 - طاعة الوالدين: ولكن طاعة الوالدين تقف عند حدود معصية اللهّ تعالى،
فطاعة اللّه مقدمة على طاعة الوالدين، ولا يعني عدم وجوب طاعتهما في حالة
دعوتهما على معصية الله جواز الإساءة إليهما بقول أو فعل بل على العكس فإن على
الابن أن يصاحبهما في الحياة الدنيا بالمعروف والكلمة الحسنة إقتداء بالأنبياء
والصالحين الذين أنابوا إلى اللّه تعالى.
3 - أن اللّه تعالى رقيب على العباد لا يخفى عليه من أعمالهم خافية مهما
كانت صغيرة ودقيقة، بل حتى ولو كانت كحبة الخردل وأخفيت في صخرة أو في مكان ما
من السماء أو الأرض فإن اللّه تعالى يعلم أين هي ويأتي بها.
4 - إقامة الصلاة لأنها تذكر باللّه وتنزه عن الكبر، وتقوي العلاقة بين
العبد وربه وتحول دون سقوطه في مهاوي الآثام، وكما ورد عن النبي صلى الله لعيه
وسلم بإنها عمود الدين.
5 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلا بد من السعي لأجل إصلاح المجتمع
أيضاً، ووسيلة ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
6 - الصبر : والصبر في كل الأمر يعود على صاحبه بالخير العميم وخصوصاً في
الشدائد والملمات.
7 - النهي عن التكبر بقوله: »ولا تصّعر خدك للناس«، أي لا تمل بوجهك عنهم
تكبراً بل أقبل عليهم تواضع لهم.
8 -التزام التوسط بين الإفراط والتفريط في المشي والكلام، أي لا تبطىء في
مشيك ولا تسرع، وكذلك الصوت عند الحديث فلا تخفضه كثيراً ولا ترفعه كثيراً .
والوسطية في كل الأمور محمودة
منقول